مقدمة:
إذا كانت فرنسا - التي تبلغ مساحتها 964543 كلم²، وتعداد سكانها حوالي 65 مليون نسمة - قد ساهمت منذ سنة 1957م إلى جانب دول أوربية أخرى في تأسيس «السوق الأوربية المشتركة»، فإنها اليوم تعد قوة فلاحية وصناعية كبرى داخل «الاتحاد الأوربي». فما هي مظاهر قوة هذين القطاعين؟ وما العوامل التي ساهمت في ذلك؟ وما التحديات التي لازالت تواجههما؟
I.مظاهر قوة الفلاحة الفرنسية
والعوامل المفسرة لها:
1: مظاهر قوة الفلاحة الفرنسية:
تشكل الفلاحة الفرنسية قطاعا اقتصاديا مهما على مستوى الاتحاد الأوربي، بالرغم من ضعف مساهمتها في الناتج الداخلي (%3 سنة 2004م)، ويظهر ذلك في:
- ضخامة وتنوع الإنتاج الفلاحي إذ تعتبر فرنسا أول منتج فلاحي في الاتحاد الأوربي بنسبة %23.
- تصدر الإنتاج الفلاحي الفرنسي للمراتب الأولى على المستوى الأوربي في عدة منتجات، مثل: القمح، الذرة، الشمندر السكري، الكروم ولحوم الأبقار.
- ارتفاع مردودية تربية المواشي حيث تساهم تقريبا بنصف مداخيل الفلاحة، وخاصة تربية الأبقار والخنازير والأغنام (توفير إنتاج هام من اللحوم والألبان).
- تنوع الإنتاج وتخصص المجالات: حوض باريس وسهل الشمال (الحبوب والشمندر)، الهضبة الوسطى (تربية الماشية)، منطقتي لانكدوك ولاكامارك (الذرة والأرز)، منطقة بوركوني وشامباني (الكروم)، أما في الأودية وقرب المدن الكبرى فتوجد زراعة الخضر والفواكه.
- احتلال فرنسا للمراتب الأولى أوربيا وعالميا على مستوى الصادرات.
2: العوامل المفسرة لقوة الفلاحة الفرنسية:
تفسر قوة الفلاحة الفرنسية بمجموعة من العوامل، نلخصها في ما يلي:
* العامل الطبيعي: ويتمثل في:
- شساعة السهول (سهل الشمال والألزاس والرون...) والأحواض (حوض باريس والأكيتان..) ذات التربات الخصبة.
- اعتدال وتنوع المناخ: مناخ محيطي (في الغرب)، مناخ متوسطي (في الجنوب)، مناخ جبلي (في المرتفعات) ومناخ شبه محيطي وقاري (في معظم البلاد).
- أهمية التساقطات ووجود شبكة مائية هامة تتمثل في
مجموعة من الأنهار: الرون، الكارون، اللوار، السين...
II.المشاكل والتحديات التي تواجهها الفلاحة والصناعة الفرنسيتين:
1: تواجه الفلاحة الفرنسية عدة مشاكل وتحديات:
يمكن تلخيص مشاكل الفلاحة الفرنسية في:
- التزايد المستمر لأسعار الالآت، مقابل استقرار أسعار المنتجات الفلاحية.
- وجود فائض في بعض المنتوجات يواجه منافسة في السوق العالمية (الحبوب والسكر والخمور والألبان)، وما ينجم عن ذلك من مشاكل انخفاض الأسعار...
- تباين الاستفادة من التطور الحاصل في الفلاحة الفرنسية بين المستغلات الكبرى التي اندمجت في الأسواق ، وباقي المستغلات التي تواجه ارتفاع مصاريف الاستثمار والصيانة.
- التدهور البيئي الناتج عن التأثير السلبي للأساليب المتطورة في الميدان الفلاحي على البيئة، من حيث تلويثها بالنفايات الناتجة عن الاستعمال المكثف للأسمدة، وكثرة بقايا الحيوانات، واعتماد الأعلاف المركبة كيماوياً، ونضوب الفرشة المائية بفعل تفاقم ضخ المياه في المناطق السقوية، إضافة إلى مشاكل بيئية مرتبطة بتعدد الحرائق والفيضانات والتلوث الجوي.
- إضرابات الفلاحين ضد "السياسة الفلاحية الأوربية المشتركة" التي لا تتلاءم بعض بنودها مع خصوصيات الفلاحة الفرنسية.
- احتجاجات منظمات حماية المستهلكين ضد الاستعمال المكثف للتكنولوجيا الإحيائية في الإنتاج الزراعي والحيواني.
- قلة اليد العالمة بسبب شيخوخة المجتمع وهجرة السكان النشيطين إلى المدن للعمل في الصناعة والخدمات.
- ضعف مساهمة الفلاحة في الناتج الداخلي الخام.
- ضعف نسبة اليد العاملة الفلاحية مقارنة مع قطاع الخدمات والصناعة.
2: تعترض الصناعة الفرنسية مجموعة من المشاكل والتحديات:
تتجلى مشاكل وتحديات الصناعة الفرنسية في:
- تزايد حاجات الاقتصاد الفرنسي للمواد المعدنية والطاقية وما يشكله ذلك من تكاليف ومن تبعية.
- وجود منافسة قوية من طرف المقاولات الأجنبية أوربية، أمريكية وآسيوية سواء داخل الأسواق الفرنسية أو في الأسواق الدولية.
- تفاقم البطالة حيث وصلت سنة 2003م إلى مليونين و 640 ألف عاطل (ة).
- التفاوت الجهوي الواضح من حيث الناتج الداخلي الإجمالي للفرد بين المناطق الشمالية والمناطق الجنوبية المطلة على البحر المتوسط ذات الدخل المتوسط والقليل، وبين المناطق الأخرى كباريس ذات الدخل المرتفع.
- تراجع بعض الصناعات وتأخر الصناعات الإلكترونية والمعلوماتية.
- ارتباط الصناعات الفرنسية العالية التكنولوجيا بمثيلاتها في بلدان أخرى مما يؤثر على تطور واستقلالية هذه الصناعات.
خاتمة:
تعتبر فرنسا قوة فلاحية وصناعية كبرى في الاتحاد الأوربي بالرغم من حدة المشاكل والتحديات التي تواجه اقتصادها.
إذا كانت فرنسا - التي تبلغ مساحتها 964543 كلم²، وتعداد سكانها حوالي 65 مليون نسمة - قد ساهمت منذ سنة 1957م إلى جانب دول أوربية أخرى في تأسيس «السوق الأوربية المشتركة»، فإنها اليوم تعد قوة فلاحية وصناعية كبرى داخل «الاتحاد الأوربي». فما هي مظاهر قوة هذين القطاعين؟ وما العوامل التي ساهمت في ذلك؟ وما التحديات التي لازالت تواجههما؟
I.مظاهر قوة الفلاحة الفرنسية
والعوامل المفسرة لها:
1: مظاهر قوة الفلاحة الفرنسية:
تشكل الفلاحة الفرنسية قطاعا اقتصاديا مهما على مستوى الاتحاد الأوربي، بالرغم من ضعف مساهمتها في الناتج الداخلي (%3 سنة 2004م)، ويظهر ذلك في:
- ضخامة وتنوع الإنتاج الفلاحي إذ تعتبر فرنسا أول منتج فلاحي في الاتحاد الأوربي بنسبة %23.
- تصدر الإنتاج الفلاحي الفرنسي للمراتب الأولى على المستوى الأوربي في عدة منتجات، مثل: القمح، الذرة، الشمندر السكري، الكروم ولحوم الأبقار.
- ارتفاع مردودية تربية المواشي حيث تساهم تقريبا بنصف مداخيل الفلاحة، وخاصة تربية الأبقار والخنازير والأغنام (توفير إنتاج هام من اللحوم والألبان).
- تنوع الإنتاج وتخصص المجالات: حوض باريس وسهل الشمال (الحبوب والشمندر)، الهضبة الوسطى (تربية الماشية)، منطقتي لانكدوك ولاكامارك (الذرة والأرز)، منطقة بوركوني وشامباني (الكروم)، أما في الأودية وقرب المدن الكبرى فتوجد زراعة الخضر والفواكه.
- احتلال فرنسا للمراتب الأولى أوربيا وعالميا على مستوى الصادرات.
2: العوامل المفسرة لقوة الفلاحة الفرنسية:
تفسر قوة الفلاحة الفرنسية بمجموعة من العوامل، نلخصها في ما يلي:
* العامل الطبيعي: ويتمثل في:
- شساعة السهول (سهل الشمال والألزاس والرون...) والأحواض (حوض باريس والأكيتان..) ذات التربات الخصبة.
- اعتدال وتنوع المناخ: مناخ محيطي (في الغرب)، مناخ متوسطي (في الجنوب)، مناخ جبلي (في المرتفعات) ومناخ شبه محيطي وقاري (في معظم البلاد).
- أهمية التساقطات ووجود شبكة مائية هامة تتمثل في
مجموعة من الأنهار: الرون، الكارون، اللوار، السين...
II.المشاكل والتحديات التي تواجهها الفلاحة والصناعة الفرنسيتين:
1: تواجه الفلاحة الفرنسية عدة مشاكل وتحديات:
يمكن تلخيص مشاكل الفلاحة الفرنسية في:
- التزايد المستمر لأسعار الالآت، مقابل استقرار أسعار المنتجات الفلاحية.
- وجود فائض في بعض المنتوجات يواجه منافسة في السوق العالمية (الحبوب والسكر والخمور والألبان)، وما ينجم عن ذلك من مشاكل انخفاض الأسعار...
- تباين الاستفادة من التطور الحاصل في الفلاحة الفرنسية بين المستغلات الكبرى التي اندمجت في الأسواق ، وباقي المستغلات التي تواجه ارتفاع مصاريف الاستثمار والصيانة.
- التدهور البيئي الناتج عن التأثير السلبي للأساليب المتطورة في الميدان الفلاحي على البيئة، من حيث تلويثها بالنفايات الناتجة عن الاستعمال المكثف للأسمدة، وكثرة بقايا الحيوانات، واعتماد الأعلاف المركبة كيماوياً، ونضوب الفرشة المائية بفعل تفاقم ضخ المياه في المناطق السقوية، إضافة إلى مشاكل بيئية مرتبطة بتعدد الحرائق والفيضانات والتلوث الجوي.
- إضرابات الفلاحين ضد "السياسة الفلاحية الأوربية المشتركة" التي لا تتلاءم بعض بنودها مع خصوصيات الفلاحة الفرنسية.
- احتجاجات منظمات حماية المستهلكين ضد الاستعمال المكثف للتكنولوجيا الإحيائية في الإنتاج الزراعي والحيواني.
- قلة اليد العالمة بسبب شيخوخة المجتمع وهجرة السكان النشيطين إلى المدن للعمل في الصناعة والخدمات.
- ضعف مساهمة الفلاحة في الناتج الداخلي الخام.
- ضعف نسبة اليد العاملة الفلاحية مقارنة مع قطاع الخدمات والصناعة.
2: تعترض الصناعة الفرنسية مجموعة من المشاكل والتحديات:
تتجلى مشاكل وتحديات الصناعة الفرنسية في:
- تزايد حاجات الاقتصاد الفرنسي للمواد المعدنية والطاقية وما يشكله ذلك من تكاليف ومن تبعية.
- وجود منافسة قوية من طرف المقاولات الأجنبية أوربية، أمريكية وآسيوية سواء داخل الأسواق الفرنسية أو في الأسواق الدولية.
- تفاقم البطالة حيث وصلت سنة 2003م إلى مليونين و 640 ألف عاطل (ة).
- التفاوت الجهوي الواضح من حيث الناتج الداخلي الإجمالي للفرد بين المناطق الشمالية والمناطق الجنوبية المطلة على البحر المتوسط ذات الدخل المتوسط والقليل، وبين المناطق الأخرى كباريس ذات الدخل المرتفع.
- تراجع بعض الصناعات وتأخر الصناعات الإلكترونية والمعلوماتية.
- ارتباط الصناعات الفرنسية العالية التكنولوجيا بمثيلاتها في بلدان أخرى مما يؤثر على تطور واستقلالية هذه الصناعات.
خاتمة:
تعتبر فرنسا قوة فلاحية وصناعية كبرى في الاتحاد الأوربي بالرغم من حدة المشاكل والتحديات التي تواجه اقتصادها.